الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

دور المرأة في المجتمع البحريني
بقلم سبيكة محمد الشحي

كارتباط الروح بالجسد هو إرتباط المجتمع بالمرأة ، فهي جزء يستحيل أن يتجزأ من كيانه ، تمدّه بالحياة ، و تبعث فيه الأمل ، حتى غدت شمعةً تحترق لتضيء دروب من حولها بالعزم ، و صارت كالماء الذي يسقي فجاج الأرض فتنبت الأرض زهراً ، فهي تتقاسم مع شريكها الرجل أمور الحياة بطعمها الحلو و المر ، و لطالما حاولت أن تذيب كثيراً من الحواجز لتثبت تميزها و قدرتها على التغيير ، و تخلتف إسهامات المرأة بحسب تقدير مجتمعها لها ، و مجتمع كمجتمعنا المحلي البحريني أتاح لها أن تتساوى مع الرجل في الحصول على فرص مميزة في التعليم ، و عمل على صقل شخصيتها منذ الصغر ، فقد هيأها للولوج في عملية النهظة الشاملة من خلال برامج التطوير الذاتي و التفكير الإيجابي ، حتى صارت المرأة البحرينية مثلاً يحتذى به في دول العالم أجمع ، فقد عبرت عن نفسها ، و أثبتت رأيها، و صاغت التميز بقوالب مختلفة ، فتعلت منابر الفكر ، و أثّرت في من حولها ، و تقلدت العديد من المناصب القيادية بعد أن ثبتت جدارتها .
فعلى الصعيد السياسي شاركت المرأة البحرينية الرجل في إتخاذ القرارت المهمة في البلاد بامتلاكها أكثر من عشر مقاعد في المجلس الوطني ممثلةً بنماذج نسائية : متميزة ، مثقفة ، مبتكرة ، متخصصة ، قيادية ، ذات أسلوب راقٍ في الطرح و التناقش و الحوار ، تتواصل مع المجتمع ، تتفهم قضاياه ، و توصل رأي المواطن البحريني ، فتساهم في تطوير المجتمع و حل مشاكله ، و إن أفضل نموذج سياسي للمرأة البحرينية هي الشيخة هيا آل خليفة رئيسة الدورة الحادية و الستين للجمعية العمومية في الأمم المتحدة فهي أول إمرأة عربية تتقلد هذا المنصب مدللةً على جدارة المرأة البحرينية .
و إن طبيعة المرأة العطوفة جعلتها تتعاطف مع المشاكل الإجتماعية بشكّل فعال من خلال إنشاء العديد من الجمعيات النسائية الإجتماعية التي كان لها الدور الكبير في تحسين الأوضاع الإجتماعية لدى الكثيرين ، و قد أوكل رئيس الوزراء للدكتورة فاطمة البلوشي مهمة وزارة التنمية الإجتماعية، و لا يخفى الدور الكبير الذي لعبته هذه الوزارة في تنمية و تطوير وضع المواطن البحريني .
و لم تتوقف إسهامات المرأة البحرينية عند هذا الحد ، فهي بحد ذاتها كتلةٌ من المشاعر و الأحاسيس الراقية تستطيع التعبير عن مشاعرها بطرق إبداعية مختلفة ، و قد كانت و لا زالت جواداً مسرعاً يباري الرجل في ميادين الثقافة ، فهي الفنانة المبدعة ، والشاعرة التي تفوح من أبياتها رائحة التميز، و الكاتبة التي صاغت حروفها ذهباً بأفكارٍ متزنة ، وهي الرسامة التي ترى في لوحاتها روحاً تأخذك لعالم لا تفهمه إلا انت ، و قد دفعتها ميولها لكي يكون لها دور بارز في النهضة الثقافية للبلاد فكانت من المؤسسين الرئيسيين للملتقى الأهلي الثقافي ، و أسرة الأدباء و الكتاب ، و العديد من الجمعيات الثقافية.
و إن ما نراه اليوم من تقدم إقتصادي في المملكة ناهيك عن كونها مركزاً رئيسياً للتجارة و الإقتصاد العالمي ما هو إلا ثمرة  نضجت بعد تكاتف المرأة مع الرجل في الإدارة المتميزة للمرفأ المالي الإقتصادي و بيت التجارة ، و في سابقة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تحدث عن السيدة هدى جناحي كنموذج مبهر للإقتصاد مشيداً بمسيرتها الإقتصادية التي بدأت برأس مال لا يتجاوز الخمسة آلاف دينار مكنّها من فتح شركتها الأولى في بادئ الأمر و بمرور الوقت أصبحت تملك أكثر من خمس شركات تقدم خدمات مختلفة و تملك رأس مال لا يقل عن بليون دينار بحريني .
و علاوةً على ما سبق فقد كان المجال الصحي زاخراً بالعطاء المنقطع النظير ، حيث عينت الدكتور ندى حفاظ كأول وزيرة للصحة ، مما شجع المرأة البحرينية على المضي قدماً في تطوير الأوضاع الصحية ، فسهرت على راحة المرضى ، و أخذت تبتكر في طرق تهيئة الحالة النفسية للمريض لتلقي العلاج ، مما أسهم بشكل كبير في تطور العديد من الحالات.
و لم تكن المرأة البحرينية حبيسة مجتمعها بل كان للرياضة مساحة في حياة البحرينيات فقد حصلت العدائة البحرينية رقية الغسرة على ميداليات ذهبية و فضية في بطولات عربية وعالمية عدة ، و قد أثبت الفريق النسائي البحريني لكرة القدم تميزه على المستوى العربي و الإقليمي .
و على الرغم من كل ما واجهته من مصاعب في سبيل إثبات تميزها و قدرتها على التغيير ، فإن ذلك لم يثنها عن القيام بواجباتها الأسرية والعائلية ، فهي الأم : التي تسهر على راحة أبنائها و تراعهم ، و تسعى بكل جدٍ و إخلاص لتبني مجتمعاً قوياً متكاتفاً و متكافلاً يتحلى بمكارم الأخلاق ، و يحافظ على الهوية العربية و الإسلامية .
قال شاعر : كلٌ له غرضٌ يسعى ليدركه ، و الحر يجعل إدراك العلا غرضاً ، و يطيب لي القول  بأن المرأة البحرينية كان العلا غرضها و لا تزال تحرث الأرض بحثاً عن التميز في شتى المجالات ، و دورها مهم في النهوض الفكري والإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي و الديني في البلاد باعتبارها عضواً فاعلاً بالمجتمع .

ختاماً ..

أهنئ كل مرأة بحرينية
بيوم المرأة البحرينية